أحكام تجميد و حفظ الأجنة والخلايا التناسلية

الدورة الثالثة والعشرينمجمع الفقه الاسلامي الدولي – جدة

اعداد : د. محمد علي البار

مدير مركز أخلاقايات الطب المركز الطبي الدولي

وخبير بالمجمع الفقهي الدولي

المقدمـــة

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

أما بعد :

   يركز البحث على التقنيات الحديثة في تجميد الأجنة ( في الواقع اللقائح ) والخلايا التناسلية (الحيوانات المنوية من الرجل والبييضات من المرأة ) …

وما هي الاسباب الداعية الى تجميد الأجنة والحيوانات المنوية والبييضات والبحث مقسم بعد المقدمة الى ثلاثة أقسام :

  1. القسم الأول : تجميد المني : ويبدأ بتجميد المني في الماشية الذي ابتدأ منذ عام 1950 وما تبعه بعد ذلك بأكثر من عشرين سنة تجميد المني في الانسان وما هي الدواعي الطبية ( الاستطباب ) لاستخدام تقنية تجميد الحيوانات المنوية … ولم اتعرض للاعراض غير الطبية والتبرع بالحيوانات المنوية ونكاح الاستبضاع الحديث ( مني العباقرة والمشهورين في الرياضه وغيرها ) ولا استخدامات بنوك المني وتجارتها وبيعها لمن اراد حتى لو كانت المرأة من السحاقيات والشاذات … ولا يشترط لديهم أن تكون المرأة متزوجة . كما يمكن أيضا ان يكون الحيوان المنوي من متبرع والبييضة من متبرعة وتقوم المرأة الراغبة في الانجاب بالحمل … وقد يكون الامر أشد من ذلك فتستأجر امرأة أخرى للحمل ، وتكون هي وزوجها أو عشيقها هما اللذان يأخذان هذا الطفل لتربيته ، وانتسابه اليهما مع انهما لا دور لهما مطلقا في انجابه ، بل كل ما فعلوه هو دفع ثمن الحيوان المنوي والبييضة والرحم المستأجرة . وهذا امر قد نبهت اليه المجامع الفقهية الموقرة في قراراتها ودور الافتاء وأصحاب الفضيلة العلماء الأجلاء الذين اوضحوا أن أهم شروط الانجاب هي أن لا يكون هناك طرف ثالث بين رجل وامرأة تربطهما رابطة الزواج . وأن يكون عقد الزواج غير منفصم بموت أو طلاق.والمقصود بالطرف الثالث:
  2. أ‌-        حيوان منوي من متبرع أو بالشراء من بنك المني
  3. ب‌-    بييضة من متبرعة أو بالشراء
  4. ت‌-    لقيحة جاهزة فائضة من مشاريع أطفال الانابيب متبرع بها أو بثمن
  5. ث‌-    رحم مستأجرة ( الرحم الظئر) .. وهي امرأة مستأجرة للحمل .
  6. ج‌-     خلية جسدية للاستنساخ .

وكل هذه الوسائل في الانجاب محرمة تحريما تاما لدى جميع علماء أهل السنة . وشذ في ذلك مرشد الثورة الايرانية الحالي آية الله علي خاميني وأخرون اللذين أباحوا بشروط : التبرع بالحيوان المنوي لمن يعاني من فقدان تام للحيوانات المنوية ، والتبرع بالبييضة لمن تعاني من عدم قدرتها على افراز بييضات كما اباح التبرع باللقائح الجاهزة (مايسمى الجنين المجمد) لمن يعانون من العقم ، والتبرع بالرحم الظئر وهي التي تستأجر للحمل في حالات فقدان القدرة للزوجة على الحمل لفقدان رحمها أو مرض فيه .

واشترط عدة شروط لذلك أهمها أن يكون هذا التبرع لزوجين يعانيان من العقم وعدم القدرة على الانجاب .

وقد أقرّ البرلمان الايراني هذه الفتاوى واعتمد عليها في اصدار قوانين خاصة بهذا الموضوع سنة 2003 وأقر مجلس الوزراء هذه القوانين سنة 2004 وتم تنفيذها. (كتاب الدكتور علي الرضا باقري : الأخلاقيات الطبية في ايران باللغة الانجليزية)1

وذكرت في هذا القسم الأشخاص الذين يحتاجون لتجميد الحيوانات المنوية وهل هناك مضار من تجميد الحيوانات المنوية ؟.

   وانتهيت الى ان هناك حاجة حقيقية لتجميد الحيوانات المنوية لمعالجة بعض حالات عقم الرجال .. ولكنها محدودة ولا تستدعي إقامة ما يسمى “بنوك المني”.

  •  القسم الثاني : وهوتجميد البييضات :

وهو أمر أصعب بكثير من تجميد الحيوانات المنوية . ولم يتحقق فيه النجاح الا في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين .

وقد ذكرت فيه وسائل التجميد الحديثة وشرحها شرحا وافيا لانها غير مذكورة فيما سبق نشره من كتب وأبحاث باللغة العربية الا فيما نذر.

وقد ذكرت ما هي الاسباب الداعية الى تجميد البييضات ونسبة نجاح التقنيات الحديثة في التجميد والحاجة الى تجميد البييضات أو حتى استقطاع جزء من المبيض في حالات خاصة موجودة . وقد ذكرت الاستطبابات والدواعي لمثل هذا الاجراء . وهو أمر محدود لحالات معينة.

  • القسم الثالث : وهو تجميد الأجنة (اللقائح) :  

والواقع ان لفظ الأجنة لا يصح لا لغة ولا طبا . وانما هي بييضات ملقحة ، وهي لقائح تكون في مرحلة التوتة Morula وهي أربع لثمان خلايا فقط ونادرا ما تصل الى مرحلة الأريمة ( الكرة الجرثومية أو البلاستولا . وأورمة الشيء هي أصله وكذلك جرثومة الشيء أصله ).

   وأوضحت الحاجة الكبيرة لهذا الاجراء وشرحت ذلك بالتفصيل . وذكرت ان احتمال اختلاط هذه اللقائح والخطأ في نسبتها لاصحابها ضئيل جدا هذه الايام . بعد ان فرضت الدول الغربية اجراءات شديدة في كيفية تجنب هذه الاخطاء . وقد تبعتها في ذلك معظم دول العالم .

وقد قام مجمع الفقه الاسلامي الدولي في دورته السادسة بجدة المنعقد في جدة في (17-23 شعبان 1410هـ/14-20 مارس (أذار) 1990 ) باصدار القرار رقم 55 بشأن البييضات الملقحة الزائدة عن الحاجة الذي جاء فيه :

أولا : في ضوء ما تحقق من امكان حفظ البييضات غير الملقحة للسحب منها ، يجب عند تلقيح البييضات الاقتصار على العدد المطلوب للزرع في كل مرة ، تفاديا لوجود فائض من البييضات الملقحة.

ثانيا :  إذا حصل فائض من البييضات الملقحة بأي وجه من الوجوه تترك دون عناية الى ان تنتهي حياة ذلك الفائض على الوجه الطبيعي .

ثالثا: يحرم استخدام البييضة الملقحة في امرأة أخرى ، ويجب اتخاذ الاحتياطات الكفيلة بالحيلولة دون استعمال البييضة الملقحة في حمل غير مشروع .

وقد ذكرت فوائد ومبررات تجميد هذه اللقائح التي تدعى أجنة ( وهي ليست كذلك ).. كما ذكرت مدة تجميد الأجنة ومعظم الدول قد وافقت على التجميد لمدة عشر سنوات ، مع أنه من الناحية الفنية ابقاءها مجمدة لاكثر من ذلك .

     وذكرت بعض المشاكل التي تحدث بعد تجميد هذه اللقائح حيث لا يعود أصحابها الى المركز الذي قام بذلك للانتقال من بلد لاخر وتغيير العنوان ، أو عدم الحاجة مرة أخرى لهذه اللقائح او أن يكون قد حصل انفصال أو طلاق أو موت لأحد الزوجين وتشترط القوانين عادة موافقة الزوجين في استخدام الأجنة الفائضة في الابحاث العلمية . وفي الغرب كذلك في التبرع بها لمن يعانون من العقم . وهو أمر مرفوض اسلاميا.

وقد ذكر ذلك بوضوح المجمع الفقهي الاسلامي لرابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة في دورته السابعة عشر (1424هـ/2003) عند بحثه استخدام هذه اللقائح الفائضة في ايجاد خلايا جذعية التي يمكن ان تستخدم لعلاج الكثير من الامراض . وقد اشترط المجمع الموقر ان يتبرع بها الوالدان ( أصحاب اللقيحة ) وأنه لا يجوز استخدامها في حمل غير مشروع .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. Ali Reza Baqheri: Biomedical Ethics in Iran. Eubios Ethics Institute 2014 pp205-218 

Advertisement

Published by Dr Ghaiath Hussein

Medical doctor specialized in bioethics and public health. Following my MBBS in Sudan, I had a master degree in bioethics from the University of Toronto, then a PhD in bioethics at the University of Birmingham, UK. I have been teaching medical ethics for undergraduate medical students, residents, public health practitioners and master students and provide consultations in ethics-related topics for many regional and international institutions. This website is where I try to share some of what I have learned in my professional journey, hoping that this will make your journey shorter and easier by avoiding the same mistakes and by gaining some extra miles.

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s

%d bloggers like this: